الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام
.بَاب الْخُرُوج إِلَى الْمُصَلى للاستسقاء بِالصَّلَاةِ وآدابه: 3072- عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج إِلَى الْمُصَلى فَاسْتَسْقَى، واستقبل الْقبْلَة، وقلب رِدَاءَهُ، وَصَلى رَكْعَتَيْنِ» مُتَّفق عَلَيْهِ.3073- وَفِي رِوَايَات لَهما: «وحول رِدَاءَهُ».3074- وَفِي رِوَايَة لَهما: «وَأَنه لما أَرَادَ أَن يَدْعُو اسْتقْبل الْقبْلَة، وحول رِدَاءَهُ».3075- وَفِي رِوَايَة لَهما: «فَجعل إِلَى النَّاس ظَهره يَدْعُو الله تَعَالَى، واستقبل الْقبْلَة، وحول رِدَاءَهُ، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ».3076- وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ: «فَقَامَ فَدَعَا الله قَائِما، ثمَّ توجه قبل الْقبْلَة، وحوَّل رِدَاءَهُ، فأُسقوا».3077- وَفِي رِوَايَة لَهُ: «فَتوجه إِلَى الْقبْلَة يَدْعُو، وحوَّل رِدَاءَهُ، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ».3078- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «ثَلَاثَة لَا تُرد دعوتهم: الصَّائِم حَتَّى يفْطر، وَالْإِمَام الْعَادِل، والمظلوم» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ، وَابْن مَاجَه.3079- قَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن. وَقَوله: «حَتَّى» بمثناة فَوق.3080- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ، وَغَيره من رِوَايَة أنس، وَقَالَ: «دَعْوَة الْوَالِد، والصائم، وَالْمُسَافر».3081- وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «إِن الله تَعَالَى طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا، وَإِن الله تَعَالَى أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين، فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالحا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليم}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم}، ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر، أَشْعَث أغبر، يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء، يَا رب يَا رب، ومطعمه حرَام، ومشربه حرَام، وملبسه حرَام، وغذي بالحرام، فَأَنَّى يُسْتَجَاب لذَلِك» رَوَاهُ مُسلم.3082- وَعنهُ، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «تُعرض الْأَعْمَال فِي كل اثْنَيْنِ وخميس، فَيغْفر الله لكل امْرِئ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا، إِلَّا امْرأ كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء، فَيَقُول: اتْرُكُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا» رَوَاهُ مُسلم.3083- وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «ابغوني الضُّعَفَاء فَإِنَّمَا تُرزقون، وتُنصرون بضعفائكم» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن. وَعَن سعد بن أبي وَقاص، نَحوه مَرْفُوعا:3084- رَوَاهُ البُخَارِيّ مُرْسلا،3085- وَالْبرْقَانِي فِي صَحِيحه مُتَّصِلا.3086- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: «خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الاسْتِسْقَاء متبذِّلاً، متواضعاً، متضرِّعاً، حَتَّى أَتَى المصلَّى فرقى عَلَى الْمِنْبَر، فَلم يخْطب خُطبكم هَذِه، وَلَكِن لم يزل فِي الدُّعَاء، والتضرع، وَالتَّكْبِير، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيد» رَوَاهُ الثَّلَاثَة، وَلَفظه لأبي دَاوُد.3087- قَالَ التِّرْمِذِيّ: هُوَ حسن صَحِيح.3088- وَفِي رِوَايَته: وَصَلى رَكْعَتَيْنِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيد وَزَاد: «متخشِّعا».3089- وَعَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «خرج نَبِي من الْأَنْبِيَاء يَسْتَسْقِي، فَإِذا هُوَ بنملة رَافِعَة بعض قَوَائِمهَا الْأَرْبَع إِلَى السَّمَاء، فَقَالَ: ارْجعُوا، فقد استُجيب لكم، من أجل شَأْن النملة» رَوَاهُ الْحَاكِم،3090- وَقَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد..فصل فِي ضعيفه: 3091- مِنْهُ، حَدِيث: «مهلا عَن الله، مهلا، فَإِنَّهُ لَوْلَا شباب خشَّع، وبهائم رتَّع، وشيوخ رُكَّع، وَأَطْفَال رُضَّع لصُبّ عَلَيْكُم الْعَذَاب صبّاً» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة، وَغَيره مَرْفُوعا وَضَعفه..بَاب صفة صَلَاة الاسْتِسْقَاء وَالْخطْبَة فِيهِ الْأَحَادِيث السَّابِقَة فِي الْبَابَيْنِ قبله: 3092- حَدِيث عَائِشَة،3093- وَعبد الله بن زيد،3094- وَابْن عَبَّاس.3095- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَوْمًا يَسْتَسْقِي فَصَلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، بِلَا أَذَان وَلَا إِقَامَة، ثمَّ خطب ودعا الله عَزَّ وَجَلَّ، وحوَّل وَجهه نَحْو الْقبْلَة رَافعا يَدَيْهِ، ثمَّ قلب رِدَاءَهُ فَجعل الْأَيْمن عَلَى الْأَيْسَر، والأيسر عَلَى الْأَيْمن» رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد، وَابْن مَاجَه، الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد،3096- قَالَ الْبَيْهَقِيّ: تفرد بِهِ النُّعْمَان بن رَاشد والنعمان مُضْطَرب الحَدِيث، كثير الْغَلَط.3097- وَعَن أبي إِسْحَاق، قَالَ: «خرج عبد الله بن يزِيد الْأنْصَارِيّ، وَخرج مَعَه الْبَراء بن عَازِب، وَزيد بن أَرقم، فَاسْتَسْقَى فَقَامَ لَهُم عَلَى رجلَيْهِ عَلَى غير مِنْبَر، فَاسْتَغْفر، ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يجْهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ، وَلم يُؤذَّن وَلم يُقَم» رَوَاهُ البُخَارِيّ.3098- وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه سُئل عَن سنّة الاسْتِسْقَاء. فَقَالَ: «سنّة الاسْتِسْقَاء سنّة الصَّلَاة فِي الْعِيدَيْنِ، إِلَّا أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قلب رِدَاءَهُ، فَجعل يَمِينه عَلَى يسَاره، ويساره عَلَى يَمِينه، وَصَلى رَكْعَتَيْنِ، فكبّر فِي الأولَى سبع تَكْبِيرَات وَقَرَأَ بـ {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى}، وَقَرَأَ فِي الثَّانِيَة: {هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية}، وكبَّر فِيهَا خمس تَكْبِيرَات» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيّ.3099- وَقَالَ: فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز، وَهُوَ غير قوي. قَالَ: لكنه يقوى بِمَا قبله من الشواهد.3100- وَعَن عبد الله بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «استسقى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعَلِيهِ خميصة سَوْدَاء فَأَرَادَ أَن يَأْخُذ بأسفلها، فَيَجْعَلهُ أَعْلَاهَا، فَلَمَّا ثقلت قَلبهَا عَلَى عَاتِقه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَغَيرهمَا بأسانيد صَحِيحَة أَو حَسَنَة.3101- قَالَ الْحَاكِم: هُوَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.3102- وَفِي رِوَايَة الإِمَام أَحْمد: «وتحوّل النَّاس مَعَه»..بَاب رفع الإِمَام وَالنَّاس أَيْديهم فِي دُعَاء الاسْتِسْقَاء رفعا بليغاً لَا يُجَاوز الرَّأْس: 3103- سبق فِيهِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الْبَاب قبله.3104- وحديثا أنس،3105- وَعَائِشَة فِي الْبَاب الأول.3106- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء، وَإنَّهُ يرفع حَتَّى يُرى بَيَاض إبطَيْهِ» مُتَّفق عَلَيْهِ. قلت: فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رفع يَدَيْهِ فِي دُعَائِهِ فِي مَوَاطِن كَثِيرَة. فيُتأول حَدِيث أنس أَنه لم يعلم، أَو أَنه أَرَادَ الرّفْع البليغ.3107- وَعنهُ: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ استسقى فَأَشَارَ بِظهْر كفيه إِلَى السَّمَاء» رَوَاهُ مُسلم.3108- وَعَن عُمَيْر مولَى آبي اللَّحْم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه: «رَأَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَسْتَسْقِي عِنْد أَحْجَار الزَّيْت قَائِما يَدْعُو يَسْتَسْقِي رَافعا يَدَيْهِ قِبَل وَجهه لَا يُجَاوز بهما رَأسه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح..بَاب من أدعية الاسْتِسْقَاء: 3109- سبق فِيهِ حَدِيث أنس،3110- وَحَدِيث عَائِشَة فِي الْبَاب الأول.3111- وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أَتَت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بواكي فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسقنا غيثاً مغيثاً، مريئاً مريعاً، نَافِعًا غير ضار، عَاجلا غير آجل» فأطبقت عَلَيْهِم السَّمَاء. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد صَحِيح. هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نسخ سنَن أبي دَاوُد، ومعظم كتب الحَدِيث:بواكي بِالْبَاء الْمُوَحدَة.3112- وَفِي معالم السّنَن للخطابي: «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يواكيء بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة المضمومة، وَآخره مَهْمُوز، قَالَ: ومعنا متحاملاً عَلَى يَدَيْهِ إِذا رفعهما ومدّهما فِي الدُّعَاء». وَهَذَا الَّذِي ادَّعَاهُ الْخطابِيّ لم تأت بِهِ الرِّوَايَات، وَلَا انحصر الصَّوَاب فِيهِ، بل لَيْسَ هُوَ وَاضح الْمَعْنى.3113- وَفِي رِوَايَة للبيهقي: «هوَازن» بدل «بواكي».3114- وَعَن عَمْرو بن شُعَيْب، عَن أَبِيه، عَن جده، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا استسقى قَالَ: «اللَّهُمَّ عِبَادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الْمَيِّت» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن مُتَّصِلا.3115- وَرَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ مُرْسلا.3116- وَعَن الشّعبِيّ قَالَ: «خرج عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَسْتَسْقِي فَلم يزدْ عَلَى الاسْتِغْفَار. فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاك اسْتَسْقَيْت، فَقَالَ: لقد طلبت الْغَيْث بِمَجَادِيح السَّمَاء الَّتِي يسْتَنْزل بهَا الْمَطَر. ثمَّ قَرَأَ {اسْتَغْفرُوا ربكُم إِنَّه كَانَ غفارًا يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا}، {اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}» رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور، وَالْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح، لكنه مُرْسل، لم يدْرك الشّعبِيّ عمر..بَاب اسْتِحْبَاب الاسْتِسْقَاء بِأَهْل الصّلاح: 3117- عَن أنس، أَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ إِذا قحطوا استسقى بِالْعَبَّاسِ بن عبد الْمطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نتوسل إِلَيْك بنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتسقينا، وَإِنَّا نتوسل إِلَيْك بعمّ نَبينَا فاسقنا، فيُسقون. رَوَاهُ البُخَارِيّ.3118- واستسقى مُعَاوِيَة بِيَزِيد بن الْأسود،3119- وبأبي مُسلم الْخَولَانِيّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم..بَاب استسقاء أهل الخصب لأهل الجدب: 3120- عَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «الْمُؤمن لِلْمُؤمنِ كالبنيان يشد بعضه بَعْضًا» مُتَّفق عَلَيْهِ.3121- وَعَن النُّعْمَان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عضوا تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالسهر والحمى» مُتَّفق عَلَيْهِ.3122- وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يَقُول: «دَعْوَة الْمَرْء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب مستجابة، عِنْد رَأسه مَلَك موكَّل كلما دَعَا لِأَخِيهِ، قَالَ الموكَّل بِهِ: آمين، وَلَك بِمثل» رَوَاهُ مُسلم.3123- وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، إِن قُريْشًا أبطؤوا عَن الْإِسْلَام، فَدَعَا عَلَيْهِم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأَخَذتهم سنة حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا، وأكلوا الْميتَة وَالْعِظَام. فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، جِئْت تَأمر بصلَة الرَّحِم، وَإِن قَوْمك هَلَكُوا، فَادع الله. فَدَعَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. فسُقوا الْغَيْث. فأطبقت عَلَيْهِم سبعا. وشكى النَّاس كَثْرَة الْمَطَر. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا» فانحدرت السحابة عَن رَأسه، فسُقوا النَّاس حَولهمْ. مُتَّفق عَلَيْهِ، لَفظه للْبُخَارِيّ..بَاب إِذا لم يُسقوا عَادوا ثَانِيًا وثالثاً وَأكْثر: 3124- عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «يُستجاب لأحدكم مَا لم يعْجل، يَقُول: قد دعوتُ رَبِّي فَلم يُستجب لي» مُتَّفق عَلَيْهِ.3125- وَفِي رِوَايَة لمُسلم: «لَا يزَال يُستجاب للْعَبد مَا لم يدْعُ بإثم أَو قطيعة رحم، مَا لم يستعجل» قيل: يَا رَسُول الله مَا الاستعجال؟ قَالَ: «يَقُول: قد دعوتُ، وَقد دعوتُ، فَلم أر يستجيب لي. فيستحسر عَن ذَلِك، ويدَع الدُّعَاء»..بَاب مَا يُقَال عِنْد نزُول الْمَطَر وَبعده، والتبرك بِهِ: 3126- فِيهِ، حَدِيث أنس السَّابِق فِي الْبَاب الأول: «حَتَّى رَأَيْت الْمَطَر يتحادر عَلَى لحيته».3127- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا رَأَى الْمَطَر قَالَ: «صيِّبا نَافِعًا» رَوَاهُ البُخَارِيّ.3128- وَفِي رِوَايَة ابْن مَاجَه: «اللَّهُمَّ سيْباً نَافِعًا» مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. والسيْب: الْعَطاء. والصيِّب: الْمَطَر. وَقيل: الْمَطَر الشَّديد.3129- وَعَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ صَلَاة الصُّبْح عَلَى إِثْر سَمَاء كَانَت من اللَّيْل، فَلَمَّا انْصَرف، أقبل عَلّي النَّاس، فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ ربكُم؟» قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: «أصبح من عبَادي مُؤمن بِي، وَكَافِر. فَأَما من قَالَ: مُطرنا بِفضل الله وَرَحمته، فَذَلِك مُؤمن بِي كَافِر بالكوكب. وَأما من قَالَ: بِنَوْء كَذَا وَكَذَا، فَذَلِك كَافِر بِي، مُؤمن بالكوكب» مُتَّفق عَلَيْهِ.3130- وَرَوَى مُسلم نَحوه من رِوَايَة ابْن عَبَّاس،3131- وَأبي هُرَيْرَة.3132- وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: أَصَابَنَا وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مطر فحسر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثَوْبه حَتَّى أَصَابَهُ من الْمَطَر. فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، لم صنعت هَذَا؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ حَدِيث عهد بربه» رَوَاهُ مُسلم..فصل فِي ضعيفه: 3133- مِنْهُ، عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «تُفتح أَبْوَاب السَّمَاء، ويُستجاب الدُّعَاء فِي أَرْبَعَة مَوَاطِن: عِنْد التقاء الصُّفُوف، ونزول الْغَيْث، وَإِقَامَة الصَّلَاة، ورؤية الْكَعْبَة» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا.3134- وَعَن يزِيد بن الْهَاد، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ إِذا سَالَ السَّيْل، قَالَ: «اخْرُجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الَّذِي جعله الله طهُورا، فنتطهر مِنْهُ، ويحمد الله عَلَيْهِ» هَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِي، وَالْبَيْهَقِيّ مُرْسلا، وَإِسْنَاده ضَعِيف..بَاب الْخَوْف عِنْد هبوب الرّيح الشَّدِيدَة، وَمَا يُقَال عِنْدهَا، وَكَرَاهَة سبها، وَكَرَاهَة سبّ الدَّهْر: 3135- عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: «كَانَت الرّيح الشَّدِيدَة إِذا هبّت عُرِف ذَلِك فِي وَجه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ» رَوَاهُ البُخَارِيّ.3136- وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا كَانَ يَوْم الرّيح والغيم عُرف ذَلِك فِي وَجهه، وَأَقْبل وَأدبر، فَإِذا مطرَت سُرّ بِهِ، وَذهب عَنهُ ذَلِك، فَسَأَلته، فَقَالَ: «إِنِّي خشيت أَن يكون عذَابا سُلِّط عَلَى أمتِي». وَيَقُول إِذا رَأَى الْمَطَر: «رَحْمَة». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه لمُسلم.3137- وَفِي رِوَايَة: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا عصفت الرّيح، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك خَيرهَا، وَخير مَا فِيهَا، وَخير مَا أُرسلت بِهِ، وَأَعُوذ بك من شَرها، وَشر مَا فِيهَا وَشر مَا أرْسلت بِهِ». قَالَت: وَإِذا تَخَيَّلت السَّمَاء تغيّر لَونه، وَخرج وَدخل، وَأَقْبل وَأدبر، فَإِذا مطرَت سُرّى عَنهُ، فَسَأَلته فَقَالَ: «لَعَلَّه يَا عَائِشَة كَمَا قَالَ قوم عَاد {فَلَمَّا رَأَوْهُ عارضا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا}».3138- وَفِي رِوَايَة قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مستجمعاً ضَاحِكا حَتَّى أرَى مِنْهُ لهَواتِه، إِنَّمَا كَانَ يتبسم، وَكَانَ إِذا رَأَى غيما أَو ريحًا عُرف ذَلِك فِي وَجهه فَقَالَت: يَا رَسُول الله، أرَى النَّاس إِذا رَأَوْا الْغَيْم فرحوا رَجَاء أَن يكون فِيهِ الْمَطَر، وأراك إِذا رَأَيْته عرفت فِي وَجهك الْكَرَاهِيَة! فَقَالَ: «يَا عَائِشَة، مَا يؤمِّنُني أَن يكون فِيهِ عَذَاب. قد عُذِّب قوم بِالرِّيح» رَوَاهُ مُسلم بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ. وأكثرها فِي البُخَارِيّ أَيْضا.3139- وَعَن أبي بن كَعْب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَا تسبوا الرّيح، فَإِذا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك من خير هَذِه الرّيح، وَخير مَا فِيهَا، وَخير مَا أمرت بِهِ، ونعوذ بك من شَرّ هَذِه الرّيح، وَشر مَا فِيهَا، وَشر مَا أمرت بِهِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.3140- وَقَالَ: حسن صَحِيح.3141- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول: «الرّيح من روح الله تَأتي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذا رأيتموها فَلَا تسبوها، وسلوا الله خَيرهَا، واستعيذوا بِاللَّه من شَرها» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حسن.روح الله، بِفَتْح الرَّاء، مَعْنَاهُ: رَحمته بعباده.3142- وَعَن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا اشتدت الرّيح يَقُول: «اللَّهُمَّ لقحا لَا عقيما» رَوَاهُ ابْن السّني بِإِسْنَاد صَحِيح.3143- وَعنهُ، قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ يسب ابْن آدم الدَّهْر، وَأَنا الدَّهْر، بيَدي اللَّيْل وَالنَّهَار» مُتَّفق عَلَيْهِ.3144- وَفِي رِوَايَة: «يُؤْذِينِي ابْن آدم يسب الدَّهْر، وَأَنا الدَّهْر بيَدي الْأَمر، أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار». قَوْله تَعَالَى: وَأَنا الدَّهْر مَرْفُوع عَلَى قَول الْجُمْهُور، وَحَكَى نَصبه. وَهُوَ شَاذ ضَعِيف. وَمَعْنى الْمَرْفُوع: وَأَنا فَاعل الكائنات فِي اللَّيْل وَالنَّهَار، فَمن سبّ فاعلها سبني..بَاب: 3145- عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «نصرت بالصبا، وأهلكت عَاد بالدبور» مُتَّفق عَلَيْهِ.3146- وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «لَيست السّنة بِأَن لَا تمطروا، وَلَكِن السّنة أَن تمطروا، وتمطروا، وَلَا تنْبت الأَرْض شَيْئا» رَوَاهُ مُسلم.3147- وَعَن عبد الله بن الزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَنه كَانَ إِذا سمع الرَّعْد ترك الحَدِيث، وَقَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي يسبح الرَّعْد بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَة من خيفته» رَوَاهُ مَالك فِي " الْمُوَطَّأ " بِإِسْنَادِهِ الصَّحِيح..فصل فِي ضعيفه: 3148- مِنْهُ، عَن ابْن عمر، كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا سمع الرَّعْد وَالصَّوَاعِق قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلنَا بِغَضَبِك وَلَا تُهْلِكنَا بِعَذَابِك، وَعَافنَا قبل ذَلِك» رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف، من رِوَايَة الْحجَّاج بن أَرْطَأَة.3149- وَحَدِيث النَّهْي عَن الْإِشَارَة إِلَى الْمَطَر، أَو الْكَوَاكِب، أَو الْبَرْق. وَالله أعلم.
|